مع اقتراب جولة “الهالووين” في عطلة نهاية الأسبوع، يعود إلى الواجهة إرث كرة القدم الطويل مع الخرافات والطقوس الغريبة، وسط روايات تزعم حضورًا “ماورائيًا” في أروقة بعض الأندية. فبينما عُرف جون تيري بجلوسه دائمًا في المقعد نفسه داخل حافلة تشيلسي، وبين قبلة لوران بلان الشهيرة لرأس الحارس فابيان بارتيز خلال طريق فرنسا إلى لقب مونديال 1998، تتردّد حكايات أشدّ غموضًا عن “علومٍ سوداء” قيل إنها أثّرت في نتائج الفرق.
في أميركا الجنوبية، انتشرت شائعة دفن سبع قطط نافقة تحت ملعب راسينغ “إل سيليندرو” عقب الفوز بكأس الإنتركونتيننتال عام 1967 على حساب سلتيك، ما عُزي إليه جفاف الألقاب لاحقًا. ولمّا أزيلت القطط عام 2001، كما يُروى، عاد الفريق لرفع كأسه الثانية منذ حقبة جويك شتاين، قبل أن يستعيد حضوره التنافسي لاحقًا. وفي أوروبا، تُستحضر “لعنة بيلا غوتمان”، مدرب بنفيكا الذي قاد النادي للقبين أوروبيين متتاليين قبل أن يُنسب إليه قول: “لن يتوَّج بنفيكا أوروبيًا خلال مئة عام”. ومنذها خسر الفريق ثمانية نهائيات قارية.
وتختلط المصادفة بالإيحاء في ملاعب بريطانية عتيقة تجاوزت قرنًا من الزمن. هنا، تبرز روايات محلية طريفة: المدرب إيان هولواي زعم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن سوء نتائج سويندون قد يعود إلى “تلبّس” في مركز التدريب ببيفرزبروك، معلنًا أنه سيطلب من زوجته “تطهير المكان” بالمريمية. بعد أسابيع، تحسّن مسار الفريق، وحصل المدرّب على عقد جديد وجلس فريقه في صدارة مشتركة لدوري الدرجة الثانية، “وربما أفلحت المريمية!” كما يتهكّم البعض.
كما تُستعاد حادثة باري فراي في برمنغهام سيتي عام 1993، حين قيل إنّه “لبّى نداء الطبيعة في زوايا الملعب الأربع” لفكّ “لعنة” منسوبة لعشيرة ترحال غاضبة منذ 1906، قبل أن يُقال لاحقًا. أما دون ريفي، أسطورة ليدز يونايتد، فاشتهر بهواجسه: بذلة زرقاء “محظوظة”، ولمس عمود الإنارة الأقرب للفندق، وتغيير شعار النادي لأنّ الطيور “نحس” على حد اعتقاده. ويُروى أنّه استعان بعرافة “طهّرت” أرضيّة الملعب ونثرت البذور و”تبوّلت” على الأركان لإبطال لعنة مزعومة.
وأخيرًا، تطارد آرون رامسي “لعنة” من نوع آخر: كلما سجّل، توفيت شخصية معروفة بعد أيام، من ديفيد بووي إلى روبن ويليامز وآخرين. النجم الويلزي وصف الأمر بـ”السخيف”، معتبرًا تزامناته محض صدفة.
بين أسطورة ولعنة ومريمية، تبقى كرة القدم ساحرةً بقدر ما هي غامضة.





